الكتاب المقدّس مع الأب جوزف بو رعد
The Scriptures with Father Joseph Bou Raad

الإرشاد الرسولي "كلام الرب" 2010 - البابا بنديكتوس السادس عشر

 

يعتبر الإرشادُ الكنيسةَ "بيتَ الكلمة" لأنّها المكان المميَّز حيث يكلّمنا الله ويسمعنا ويُجيبنا، خاصّةً عبرَ الليتورجيّا المقدّسة، التي تتغذّى بطبيعتها من الكتب المقدّسة التي تحتلّ في الاحتفال الليتورجيّ أهمّيّةً فائقة، فيُصبح الاحتفال الليتورجيّ إِعلانًا مستمرًّا لكلمة الله؛ هكذا، في الليتورجيّا تتبع الكنيسةُ بأَمانة طريقةَ قراءةِ الكتاب المقدّس وتفسيرِه. لذلك يحثّ البابا رعاةَ الكنيسة والمساعدين الرعويّين على أن يعملوا ليتربّى المؤمنون كلُّهم على تذوّق المعنى العميق لكلمة الله التي تُعلَن على مدار السنة في الليتورجيّا، مُظهرةً أَسرار إِيماننا الأَساسيّة. وأهمّيّة هذا القسم تكمن في إبراز دور الليتورجيّا الفاعل في إيصال كلمة الله إلى آذان المؤمنين وأذهانهم وقلوبهم، وفي تسليط الضوء على البعد البيبليّ الأساسيّ لليتورجيا. من هنا كان التشديد على قيمة الليتورجيّا لفهم كلمة الله، وبذات الفعل على العلاقة بين الكتاب المقدّس والعمل الأَسراريّ. هنا تبرزأهمّيّة العظة، انطلاقًا من أهمّيّة كلمة الله؛ فهي "جزءٌ من العمل الليتورجيّ".

 

الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" 2013 - البابا فرنسيس

 

العظة هي لقاءٌ حيّ مع كلمة الله، وينبوع دائمٌ للتجدّد والنموّ، فالحديث من القلب لا يُلهب القلوب فقط بل ينيرها بكلمة الله في قلب الكنيسة. (135)

 

يشدّد القديس بولس في كلامه عن ضرورة الوعظ، لأن الربّ أيضاً يُدرك الآخرين بكلامنا (را رو 10: 14_17). بالكلمة اكتسب الربُّ قلوب الناس. كانوا يأتوه من كل مكانِ ليستمعوه (را مر 6:2). كانوا يتعجّبون "مرتوين" من تعاليمه (را مر 6: 2). كانوا يشعرون أنّه يكلّمهم كمن له سلطان (را مر 1: 27). بالكلمة، اجتذب الرسلُ الذين أقامهم "ليصحبوه ويرسلَهم مبشّرين" (مر 3: 14) جميع الشعوب إلى حضن الكنيسة (را مر 16: 15، 20). (136)

هي أيضاً جسر للحوار من قلب إلى قلب: يعمّق الواعظ حواراً بين الله وشعبه، بحيث يكون الهدف من العظة هو وصول قلب الله إلى قلب الإنسان. إنها خبرة حياتيّة للإتحاد مع قلب الله واختراق محبّته ورأفته. (142)

 

نقل البُشرى الإنجيلية: لقد عُهدت إلى الواعظ المهمّة الجميلة والصعبة جداً بأن يجمع القلوب المتحابّة: قلب الربّ وقلوب شعبه، والحوار بين الله وشعبه يزيد في تقوية العهد القائم بينهما ويشدّ أواصر رباط المحبّة. في أثناء العظة، تسكت قلوب المؤمنين وتدعُه هو يكلّمهم. (143)